كيفكم ؟ فى إحدى المجلات وجدت باباً اسمه إلى كل أب و أم و قلت لازم الكل يستفيد منه و مشان هيك راح أكتب لكم منه بس بدنا تفاعل كبير كرمال أطفال اليوم الذين هم رجال المستقبل و أمل الأمة .
إلى كل أب و أم
ذهب صبى فى السادسة من عمره لصلاة المغرب فى المسجد ، و بعد الصلاة مكث فى المسجد ، مع صبى آخر فى مثل عمره ، كان الناس قد انصرفوا بعد الصلاة ، و لم يبق منهم سوى رجلين ، جلس كل منهما يقرأ القرآن فى ركن من أركان المسجد ، فلما تأخر ذلك الصبى فى العودة إلى منزله ، بعثت أمه إحدى أخواته كى تطمئن عليه ، وقفت أخته بباب المسجدتبحث عنه ببصرها ، و لكنها لم تره ، أخذت تناديه ، فلما سمع صوتها ، اختبأ بالمسجد كى لا يعود معها ، و قال لأحد الرجلين الجالسين فى المسجد ، قل لها إننى غير موجود !
تعجب الرجل من قول الصبى ، و قال له : سبحان الله ! أنا قضيت يومى كله فى طاعة ، فتأتى أنت كى تلقننى الكذب ! من الذى علمك هذا ؟! و أخذ يكلمه على الصدق و فضائله .
جميل أن نبعث بأولادنا إلى المسجد منذ الصغر ، إذا توفرت لهم عوامل الأمان ، و لكن ينبغى أن نزودهم ببعض القيم و الأخلاقيات ، التى تجعلهم أكثر إنسجاماً مع رواد المسجد ، فلا يشعرون أنهم غرباء فيه ، فيفرون منه إلى أماكن أخرى تقودهم إلى الانحدار .
صحيح أن هذا الفتى وجد فى المسجد من يعلمه فضيلة لم يتعلمها فى بيته ، و هذا الرجل نصحه على قدر إمكانياته ، و لا شك أنه كان من الأفضل أن يتودد إليه أولاً ، فيسأله مثلاً عن اسمه ، و يثنى عليه بسبب ارتياده للمسجد ، و حرصه على صلاة الجماعة ، ثم يبتسم له فى رفق ، و يحدثه عن الصدق ، المؤكد أن هذا الأسلوب أقرب إلى نفسه ، و أنفع فى تعليمه ، و يزيده حباً و ارتباطاً بالمسجد .
إذن .. علينا فى بيوتنا أن نؤهل أولادنا للمسجد ، و علينا فى المسجد أن نتعامل مع أولاد غيرنا بلطف ، كى نزيدهم حباً فيه ، و إقبالاً عليه ، فكلهم أولادنا ، و هم مستقبل هذه الأمة .
منقول من مجلة ماجد