كم مرة :
كم مرة تمنيت أن تكون مستقيما متدينا .. و لم تستطع ؟
و كم مرة حدثتك نفسك بالعودة إلى الله و الإنابة إليه .. ثم سوفت و أجلت ؟
و كم مرة نصحك صاحب أو صديق بأن السعادة كلها فى طاعة الله و الشقاء كله فى معصيته ؟
و كم مرة أخذت قراراً أن تتغير و تعدل من مسار حياتك ... ثم ... !!
و كم و كم و كم
اعلم أخى الحبيب أن ..
تأجيل التوبة من الشيطان و أن التسويف عاقبته دائما خسارة .
" فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون " الأعراف : 34
فابدأ من الآن فى فتح صفحة جديدة مع الله تبدأ بالندم و العزم على الاقبال عليه .. فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
حواجز و عقبات :
تغيير مسار الحياة و تعديل الهمم و الرغبات من حال البعد عن الله للقرب منه و من حال الهروب منه للإقبال عليه تصاحبها عقبات و موانع .. قد تكون رغبة الأهل أو صاحب سوءأو زوجة أو حبيبة ، و قد يكون المانع الخوف من نظر الناس إليه كمتدين و قد تكون هناك موانع أخرى .. اسمع لكلام الله تعالى :
" قل إن كان ءاباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و حهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره " التوبة : 24
فلا شئ أحب عند العبد من الله .. كل متعة زينة دنيوية زائلة .. فلا يستطيع التضحية و لله در من قال : من العجب أن كل لذة دنيوية تذهب و تبقى حسرتها و ألمها .. و أن كل عبادة و طاعة يذهب تعبها و يبقى أجرها ، و مع ذلك فإقبال الغافلين على الملذات أضعاف إقبالهم على الطاعات .
هنا .. البداية الصحيحة :
إن كان ذلك الكلام أثر فيك و أحدث فى قلبك أثراً فقررت أن تكون فى جانب الله و رسوله فرمضان هو الوقت الصحيح لهذه الانتفاضة القلبية .
لماذا ؟!
• لأن فى رمضان أبواب الجنة تفتح فلا يغلق منها باب .
• و فى رمضان تغلق أبواب النار فلا يفتح منها باب .
• و فى رمضان تصفد الشياطين و تسلسل فلا يؤثر عليك شيطان .
• و فى رمضان أجر العبادة مضاعف فالنافلة تعدل فريضة و الفريضة بسبعين فريضة .
• و فى رمضان تجد أعواناً على الخير فأصحاب الهدى يزيدون .
• و فى رمضان لله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة .
• و فى رمضان ليلة القدر من أصابها غفر الله له كل ما سبق .
الآن و ليس غداً : فخذ قرارك الآن و ليس غدا .. أنا مع حزب الله و جنده و ليس فى حزب الشيطان ، أنا فى الجانب الذى فيه الله و رسوله و ليس فى الجانب الآخر .
حوافز و أرباح :
عندما أسلم عمرو بن العاص جاء إلى النبى صلى الله عليه و سلم ليردد الشهادة .. ثم وقف لحظة و اشترط شرطاً فقال له النبى صلى الله عليه و سلم : ماذا تريد يا عمرو ؟ فقال : يا رسول الله أسلم و لكن بشرط أن يغفر الله لى كل ما مضى .. فابتسم النبى صلى الله عليه و سلم و قال له : ابشر يا عمرو فإن الإسلام يَجُب ما قبله و هنا تهللت أسارير عمرو لأنه أدرك المغفرة .
و هذا لك أيضا .. ففى رمضان أعد الله لك 3 أعمال كل منها كفيل بأن يغفر لك كل ذنوبك السابقة :
صيام رمضان .. قيام رمضان .. قيام ليلة القدر
كل منهما جائزته مغفرة كل الذنوب السابقة بشرط أن يكون لله و سماعاً لأمره و أن يكون كما يريد الله لا كما يريد الشيطان .
الخيار لك .. إن كان رمضان سوف يتاجر الناس فيه فإياك أن تكون من الخاسرين بل انهض بنفسك و جدد عزيمتك و أعلن على الملأ .. الآن أتصالح مع الله فمن تصالح مع ربه .. قبله و آمنه و غفر له و رزقه جنة الخلد .
أعجب العجب :
أليس عجباً أن
يأتى رمضان على مسلم و يمضى و كأن شيئاً لم يحدث ؟!
أليس عجباً أن
يكون حالك مع الله بعد رمضان كما هو قبل رمضان ؟!
أليس عجباً أن
تجد قلبك يتمنى انتهاء رمضان و زوال أيام الصيام ؟!
هذا عجيب ، و لكن الأعجب منه
أن تجد ملكاً كريماً يتودد إليك بكل النعم و أنت تهرب منه .
أن تجد رباً يدعوك إلى رحابه ليغفر لك و أنت تصر على المعصية .
أن تجد ملكاً يتودد إليك بكل أنواع الأرزاق و أنت خائف منه .
تصور أخى الحبيب :
الله يريد نجاتك و نفسك تريد هلاكك .
يريد الله لك الجنة و الشيطان يريد لك النار .
الله يريد لك السعادة الكاملة .. و هواك يريد السعادة اللحظية .
الله أو الدمار :
أخى الحبيب .. إن الله خلقك فسواك .. فعدلك .. حسن هيئتك .. و اختارك لتكون مسلماً و لم يجعلك يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً .
و بعد ذلك .. أنعم عليك بنعمة العقل و نعمة الرزق .. و رزقك السمع فسمعت و البصر فأبصرت و اللسان فنطقت .. و آلاف غيرك يتمنوا نعمة من هذه النعم .
و بعد ذلك .. أخبرك أنك لو أذنبت فلا حرج ، فمن أجل ذلك سمى نفسه الغفور الرحيم .. تعال و استغفر و تب بين يديه يمسح دمعتك و يغفر ذلتك .
فهل بعد ذلك ترفع اية المعصية و التحدى و تقول : لن أعود إليك ؟!
أوحى الله إلى داوود عليه السلام قائلاً : " يا داوود .. لو يعلم المدبرون عنى كيف انتظارى لهم و رفقى بهم و شوقى إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقاً إلى و تقطعت أوصالهم من محبتى .. يا داوود .. هذه إرادتى فى المدبرين عنى فكيف إرادتى بالمقبلين على "
فليس لك خيار إما الله و إما التعاسة فى الدنيا و الآخرة
كلام من ذهب :
" لُعن إبليس و أُهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أُمر بها ، و أُخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها ، و أمر بقتل الزانى أشنع القتلات بإيلاج أنمله فيما لا يحل له ، و دخلت المرأة النار فى هرة حبستها ..
و كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بالباب فرده بواب : سوف و لعل و عسى "
من كلام ابن القيم