إِن اللَّه َلايْخَفى عَليهِ شَيء فِي اْلأَر ِ ض وَلا فِي السماءِ :
الشعور بمراقبة الله يورث الخوف من المعصية : حينما يعتقد الإنسان أن الله يعلم كل شيء ؛ يعلم سره ، ويعلم جهره لا يمكن لهذا الإنسا ٍ ن أن يعصي الله
خير إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان ، أن تشعر أن الله مطَّلع عليك ، ناظر إليك ، مطلع على قلبك ..الشبكية بيده ، ضغط العين بيده ، دسام القلب بيده ، شريان القلب بيده ، عمل الكليتين بيده كل أجهزتك ، وأعضاؤك ، وأنسجتك ، وسمعك ، ورزقك ، وراحتك النفسية، وانقباضك النفسي ، كل شيء بيده ، يحتاجه كل شيء في كل شيء، فكيف تعصي الإله ؟
وقد ورد عند بعض علماء القلوب : " القلب منظر الرب ".. ورد في بعض الآثار القدسية : أن عبدي طهرت منظر الخلق سنين، أفلا طهرت منظري ساعة ؟
هُو الَّذِي يُصورُ ُ كم فِي الْأَرحا ِ م َ كيف يشَاءُ
علم الأ ِ جنَّة وحده أكبر دليل على عظمة الله : شيء لا يصدق ، قبل تسعة أشهر نقطة ماء ، بعد تسعة أشهر يكون طفلا يأكل ، ويشرب ، ويتحرك ، ويرى ، ويسمع
إنسان طويل ، وإنسان قصير ، إنسان لونه فاتح ، وإنسان لونه داكن ، إنسان عصبي المزاج ، وإنسان هادئ الطبع
الْعزِيزُ الْحكِيمُ
العزيز : الذي لا ينال جانبه ؛ والشيء العزيز تشتد الحاجة إليه ، وإن كان اسمًا لله فيحتاجه كل شيء في كل شيء
الحكيم : يضع كل شيء في مكانه الصحيح ، كل شيء وقع لو أنه وقع بخلاف ما وقع لكان نقصًا في حكمة الله ، ولكان الله ملومًا ، فليس في الإمكان أبدع مما كان .
هُو الَّذِي أَنْزلَ عَليك الْكِتَاب مِنْهُ آيا ٌ ت مُحكَما ٌ ت هُن أُمُّ الْكِتَا ِ ب
الآيات المُحكمات : بعضهم قال : الآيات المحكمات هي الآيات الواضحات لا تحتمل معنيين ومن رحمة الله بنا أن كل الآيات المتعلقة بسعادتنا أو شقائنا شيء يعد فرضًا لسلامتنا وسعادتنا تغطيه آيات محكمة
الآيات المتشابهات : الآيات الظنية الدلالة, إذا جاء خالق الأكوان في قرآنه بعبارة ظنية الدلالة ، معنى ذلك أن الله أراد كل المعاني كي تغطي كل الظروف ، وكل البيئات ، وكل الحاجات ، آيات الوجود ، آيات الكمال ، آيات الوحدانية ، آيات المحرمات ، آيات الفرائض محكمات ، أما ندفع الزكاة ما ً لا ، أم ندفعها طعامًا ، هذه آية ظنية الدلالة ، هنا مجال اجتهاد المجتهدين .
وكل آية متشابهة ينبغي أن ترد إلى آية محكمة هذه قاعدة أساسية.
فأَما الَّذِين فِي ُقُلوِبِهم زيغ َفيتَِّبعُون ما تَشَابه مِنْهُ ابتِغَاء الْفِتَْنةِ
" النظرة الأولى لك ولكنه ظل ساعة في النظرة الأولى والثانية عليك " فجعل الأولى ساعة .
فتنوا بالدنيا ، فأرادوا مخَلصًا لشهواتهم من بعض النصوص ، فالإنسان المنحرف يعمل في التأويل ، يغير ، ويبدل ، ويؤول كي يجر التغطية الشرعية الموهومة إلى انحرافاته
وما يعلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ
وجهه : ذاته ، نفسه : ذاته ، إلخ ... فالآيات المحدودة المتعلقة بذات الله يمكن أن تسمى آيات متشابهات ، فإذا لم نأولها واكتفينا وفوضنا إلى الله تأويلها نكون قد سلمنا، وإذا اجتهدنا بتأويلٍ يليق بكمال الله نكون قد وفقنا
والراسُِخون فِي الْعِلِْم
إذا كانت الآيات متعلق ً ة بالأحكام الشرعية ، وقصص الأنبياء السابقين وماإلى ذلك ، يقولون هؤلاء العلماء الراسخون :
يُقوُلون آمنَّا ِبهِ كُلٌّ مِن عِنْدِ ربَنا وما يذَّكَّرُ إِلَّا أُوُلوا اْلأَْلباب
فإذا كنت طاهر القلب ، موحدًا ، مستقيمًا ، أعانك الله على فهم كلامه
فالآيات المتشابهات فيها نوع من الامتحان للإنسان .