كيف تعدين طفلك لمواجهة أنفلونزا الخنازير؟
وسط أزمة أنفلونزا الخنازير والجدل الدائر حول إلغاء العام الدراسى أو تأجيله، انشغلت وزارة الصحة والتربية والتعليم بالإجراءات والاحتياطات الصحية التى لابد من مراعاتها لوقاية أطفالنا من أنفلونزا الخنازير، إلا أن أحدا لم يفطن إلى الدعم النفسى الذى يحتاجه الطفل خلال تلك المرحلة لتتخطى الأسر المصرية تلك الأزمة.
هل خطر ببالك كيف يفكر أى طفل فى مرض أنفلونزا الخنازير، أو كيف يخطط فى حالة إصابة أمه بأنفلونزا الخنازير؟. الإجابة على تلك الأسئلة تلقتها الخبيرة النفسية دكتورة داليا الشيمى من أحد الأطفال الذى شهد وفاة أحد أقاربه بأنفلونزا الخنازير، حيث قرر فى حالة إصابة والدته بالمرض أن ينسحب من وراء الجميع ليدخل تحت غطاء سريرها ويظل يقبلها حتى يصاب بالمرض، ويتوفيا سوياً.
دكتورة داليا الشيمى تقدم خلال السطور التالية، مجموعة من الخطوات العملية التى تساعد فى تقديم الدعم النفسى المناسب للأطفال من قبل الوالدين:
1- توفير معلومة بسيطة حقيقية تتناسب مع عمر الطفل، وعدم الحديث عن حالة الهلع حول المرض وكيفية الوقاية منه.
2- التأكيد على أن أعداد الوفيات الناتجة عن هذا المرض قليلة مقارنة بالمصابين به.
3- التحدث حول وجود علاج للمرض، وأن الله يمنحنا علما يتناسب مع كل بلاء، فإذا ما ظهر وباء وجد العلماء له بفضل الله طريقة للتعامل.
4- الحديث حول الأوبئة التى انتشرت على الكرة الأرضية، وتناولها كوسيلة للوفاة إن أراد الله للبعض ونجاة الكثيرين منها مما يشعره بالاطمئنان ويدخل لديه مفاهيم جديدة.
5- قومى بعمل مسرحية بسيطة ممتعة، اجمعى فيها مجموعة من الأطفال لتشرحى لهم أوجه الوقاية والإجراءات التى يجب أن يقوموا بها، فالطفل يخزن المعلومة بالحالة الانفعالية المصاحبة لها وقت التخزين، وبالتالى فالأفضل أن تكون فى صورة مقبولة له بداية ليتذكرها جيداً.
6- ركزى على مشيئة الله كمفهوم لدى طفلك، وذلك من عمر الخامسة، بكلمات بسيطة قدر الإمكان، فاذكرى له على سبيل المثال كم مرة نجاه الله فى البحر أو حمام السباحة، وكم مرة أصابته سخونة وخشيت عليه ولكن الله نجاه، أشرحيها بكل مشاعرك واربطى بين مفهوم المشيئة والدور الذى علينا القيام به لتمييز بين التوكل والتواكل، وذلك فى صورة قصص وألعاب ومسرحيات.
7- تحدثى له حول الإجراءات التى تقوم بها الجهات المعنية واشرحيها له بمنتهى البساطة، ولا مانع من عمل ماكيت يحمل فى كل ركن منه جهة وما تفعله للتعامل مع الكارثة لحماية المواطنين.
8- جهزى طفلك بمعلومات حول التغييرات التى ستطرأ على مدرسته، وإن كان عمر ابنك يتجاوز التاسعة فاطلبى منه وضع تصور للتعامل مع الأزمة فى المدارس، وشجعيه على أن تكون الأفكار أكثر عملية وقابلية للتطبيق فى الواقع، فإذا ما تشابهت فكرة له بأحد الإجراءات فسوف يكون ذلك دافعاً له على تقبل الأمر والتعامل معه بوصفه أمر طبيعى.
9- استثيرى طفلك عقلياً حول الموضوع، بحيث تستخرجى منه كل فكرة تظهر له حول المرض أو تغير حياته إذا ما أصيب أحد ممن يهمونه حتى لا يدخل فى صراع مع فكرة أكبر من قدراته فتتشابك مع أفكار وتفسيرات غير حقيقية تظل تؤرقه طوال الوقت دون أن يعبر عن ذلك.
منقول